أخبار الموقع

ملخص ثلاثية نجيب محفوظ

ملخص رواية الثلاثية الحائزة على جائزة نوبل في الأدب للروائي المصري الكبير نجيب محفوظ.

تتكون الثلاثية من القصص الآتية بالترتيب:

بين القصرين (1956)

قصر الشوق (1957)

السكرية (1957)

كان السيد أحمد عبد الجواد أحد أثرياء التجار أيام الحرب العالمية الأولى، رغبته في بيته أمر، وإشارته قانون، إذا دخل بيته سكت الجميع: زوجته السيدة أمينة وأبناؤه وبناته. رغم هذا الجانب القاسي من شخصيته إلا أن له جانبا آخر لا يعرفه سوى أصدقاؤه وحلفاؤه: جانب اللهو وحب الطرب، حيث يجتمع الشمل مع الأحباب في منزل زنوبة العلمة المطربة الراقصة، فيسهر الرجال ويمرحون، بينما زوجاتهم يثويين في بيوتهن منتظرات عودتهم. كان ذلك شأن أمينة، وهي سيدة في الأربعين. ترى أن زوجها أحمد هو سيدها وحاميها، وطاعته فرض واجب، لذلك تنتظره كل مساء مستيقظة إلى حين عودته. 

يوصي زوجته برعاية الأولاد حسب مفهومه، لكن مهما فعل الآباء فإن لكل جيل منطلقه ونظرته إلى الحياة، فهو لا يعلم أن ياسين أكبر أبنائه من زوجته الأولى الذي يعمل موظفا في إحدى المدارس له غزوات في عالم اللهو كغزواته تماما، وأن قلب فهمي الطالب بالحقوق  يخفق بحب جارتهم مريم، وأن كمال ينزل إلى الحارة فيخرج مع الجنود الأستراليين، إذ أن طفولته لا تستطيع أن تفرق بين العدو والصديق. ولا يدري أيضا أن ابنته عائشة شديدة الإعجاب بضابط شاب يمر كل يوم تحت شباك المنزل فتنظر إليه متلصصة خجلة ثم تغلق الشباك مسرعة وهي تغني. 

مرت الأحداث بسرعة حين قامت ثورة 1919م ليتحمس لها الجميع ومنهم فهمي، فبعد أن فجع في حبيبته مريم التي رآها وهي تتقبل الغزل من جنود الاحتلال. تحمس للمشاركة في الثورة. أما البنتان فقد زوجهمها أبوهما لشابين أخوين كان أبوهما صديقا له، دون أن يؤخذ لهما برأي أو تستشارا في مصيرهما وحياتهما. أما أحمد عبد الجواد فقد عانى من الحرب كذلك، إذ منعه الجنود من الخروج للسهر ليلا مع أصحابه خاصة بعد أن خرج يوما فاختطفوه مع بعض المواطنين، ثم قادوهم ليشتركوا في ردم إحدى الحفر التي صنعتها الأهالي لمنع تقدم قوات الاحتلال، فظل يعمل طيلة الليل. 

وقاربت الثورة نهايتها بعودة سعد، حيث خرجت المظاهرات لتحيي عودته، ولكن جنود الاحتلال أبوا إلا أن يفسدوا يوم الفرحة، حيث أطلقوا الرصاص ليصاب فهمي أوسط أبناء أحمد وأقربهم إلى قلبه، ويسقط صريعا.

ومرت الأيام، وجاء ياسين إلى أمينة زوجة أبيه التي يعتبرها في مقام أمه لكي يستشيرها في شأن زواجه لكنها لم توافق نظرا لأن العروس هي مريم جارتهم التي أفجعت قلب أخيه المرحوم فهمي. لكن لا شيء يقف في سبيل أن تجري الحياة مجراها، إذ تزوج ياسين من مريم. أما كمال الذي عرفناه طفلا في المرحلة الابتدائية، فقد أصبح الآن طالبا جامعيا، ووقع هو الآخر في الحب.

أحب كمال شقيقة أحد زملائه، اسمها عايدة، فتاة جميلة من أسرة متيسرة الحال. أحبت سماعه وهو يزور أخاها متحدثا عن آرائه في الفلسفة والأمور العامة. واشتدت وطأة الحب على كمال، فوسط صديقا ثالثا لكي يكشف لعايدة عن حبه. وعندما نقل الصديق حديث كمال إليها امتنعت عن غشيان مجلس أصدقاء أخيها، فاستبد العذاب به، وترصد لها عند بيتها ذات يوم حتى رآها تخرج، فتبعها في الطريق وأخذ يعاتبها، فردت على عتابه بجفاء. وانطوت صفحة الحب ليظل كمال كسير القلب، خصوصا عندما سمع أنها تزوجت من ذلك الصديق الذي وسطه يوما ما ليكون رسول قلبه، وأنها رحلت معه. أما عائشة فتوفيت وهي تضع مولودها، لتبدأ بعد ذلك قصة الأحفاد. 

ولد للسيد أحمد عبد الجواد ثلاثة أحفاد من أبنائه: ياسين وعائشة وخديجة. أولهم رضوان، شاب وسيم، أنيق الملبس إلى حد التبرج، انتهازي السلوك. صادق أحد كبار الساسة، حتى تسلق الحياة عن طريق هذه الصداقة. وثانيهم أحمد، درس العلم وآمن به، فانخرط في السياسة مناديا بالإصلاح عن طريق العلم. وثالثهم عبد المنعم، الذي يؤمن بالإصلاح عن طريق الدين. 

ومرت الأيام إلى أن انتهت حياة السيد أحمد عبد الجواد، حيث خلا بيته منه. وأمسكت الشرطة بحفيديه: الأول بتهمة انتمائه لحزب سياسي يؤمن بتغيير المجتمع عن طريق العلم، والثاني بتهمة انتمائه لحزب سياسي يؤمن بتغيير المجتمع عن طريق الدين. فأصيبت أمينة بالشلل من هول الأحداث، حيث اقتربت هي الأخرى من الموت، لتنتهي حياتها الشامخة مع نهاية أحداث الرواية، إذ كانت الدوحة الباسقة لثلاثة أجيال، وهبتهم الظل والحماية والأمان. 

                                       الأستاذ: أمين الصادقي

   


ليست هناك تعليقات