أخبار الموقع

ملخص كتاب فجر الإسلام لأحمد أمين

 ملخص كتاب فجر الاسلام :1928  للكاتب المصري أحمد أمين.

يقوم هذا الكتاب على أسس عصرية للحياة العقلية العربية بدءا من صدر الإسلام وانتهاء إلى آخر أيام الدولة الأموية، حيث خرج العرب في هذه الفترة من جزيرتهم إلى البلاد المحيطة بهم وامتزجوا بالشعوب المفتوحة ناشرين رسالة الدين الحق والخلق القويم، وكان لمعظم هذه الأمم ثقافات امتزجب بالثقافة العربية، فتكون من هذا كله ما سمي بالحياة العقلية الإسلامية، منها ثقافة الفرس وأدبهم، وفلسفة الإغريق التي عرفها العرب عن طريق بلاد الروم، وثقافة الهند خاصة في الرياضيات. وقد وصل جيوش المسلمين من بني أمية إلى السند وماوراء النهر. 

تلك هي الثقافات التي أسهمت مع الثقافة القرآنية في صنع الحضارة الإسلامية.

دافع أحمد أمين عن العرب ودفع ما اتهمهم به بعض المستشرقين من جذب الخيال وجمود العواطف، ووضح أنهم في جاهليتهم كان لأهل الحضر منهم حياة عقلية تتركز في الشعر والأمثال والقصص، كما كان لأهل العمران منهم، كما قال ابن خلدون، طب وأطباء. وكان لمجيء الإسلام أثر كبير في تغيير قيمة الأشياء والأخلاق في نظرهم؛ فإذا كانت الشجاعة الشخصية والكرم إلى حد الإسراف، والإخلاص التام إلى القبيلة، والقسوة في الانتقام، والأخذ بالثأر هي أصول الفضائل عند الوثنيين من عرب الجاهلية، فقد أصبحت فضائل الخضوع لله والانقياد لأمره، وإخضاع منافع الشخص وقبيلته لأوامر الدين والقناعة، وعدم التفاخر بالحياة، وتجنب الكبر والعظمة هي المثل الأعلى للإنسان المسلم في الحياة.  

ومضت مسيرة الإسلام، حيث فتحت فاس، ومصر، والشام. وفي عهد الوريث ابن عبد الملك فتحت السند وبخارة و سمرقند، وتكونت الجماعة الإسلامية الجديدة، فنشأت الحياة العقلية الإسلامية، حيث امتزجت العادات الرومانية والفارسية بالعربية، وامتزج قانونهما بأحكام القرآن الكريم والسنة، وحكمهما وفلسفتهما كذلك.

نرى في هذه الصورة الغنية المتنوعة دلالة على ثراء فكري واسع وحرية عقلية كريمة حظي بها علماء المسلمين.

وكان لأحداث التاريخ شأن آخر، فقد نشب الخلاف  بين المسلمين حول خلافة الرسول (ص)، فتكونت الفرق الإسلامية من خلال صراع المتنازعين من أهل الرأي، إذ كان لكل فرقة أفكارها وفقهها وشعرها ونثرها وخطابتها، وهذه الفرق هي الخوارج والشيعة والمرجئ... كما نشأت بجوار الفرق الدينية مذاهب فكرية أثرت الفكر الإسلامي بكتاباتها ومناظراتها أهمهاوأكثرها غنى وثراء في الفكر "المعتزلة". 

تميز الخوارج بالتشدد في العبادة والانهماك فيها. وصفهم الشهرستاني قائلا : " أهل صوم وصلاة ". أما المبرد فقال عنهم: "هم في جميع أصنافهم يبرؤون من الكذب ومن ذي المعصية الظاهرة". وتميزوا كذلك بالأخلاق في العقيدة والقتال دفاعا عنها مع شجاعة نادرة وإقبال على التضحية.

أما الشيعة فهم يرون كما حكى عنهم ابن خلدون أن الإمامة ليست من المصالح العامة التي تفوض إلى نظرة الأمة، بل هي ركن الدين، وقاعدة الإسلام ولا يجوز لنبي إغفالها أو تفويضها للأمة، وإنما يجب عليه تعيين الإمام لهم بحيث يكون معصوما من الصغائر والكبائر، وقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه بنصوص نقلوها.

ثم نصل إلى المعتزلة الذين نشؤوا من أجل الدفاع عن الدين ضد الهجمات التي كان يوجهها إليه أهل الأمم الأخرى من دارسي الفلسفة والمنطق، فتسلحوا بمثل سلاحهم، لذلك كانوا أسرع الفرق استفادة من الفلسفة الإسلامية، حيث خلقوا علم الكلام في الإسلام، وكان مذهبهم هو التدين المستنير والتفكير الواضح السليم. 

جلى أحمد أمين هذه الصورة الغنية الخصبة للحياة العقلية الإسلامية في كتابه هذا، ثم تتبعها في عصورها المتلاحقة في ضحى الإسلام وظهره.

                                      الأستاذ: أمين الصادقي 





ليست هناك تعليقات