أخبار الموقع

ملخص رواية الدكتور جيفاغو

 ملخص رواية الدكتور جيفاغو الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب للكاتب الروسي بوريس باسترناك.

وقف الصبي يوري جيفاغو يلقي آخر نظرة على جثمان أمه عند وضع القبر، ويسمع صوت المرتلين يتردد في الغابة الثلجية. ويرتفع في وسطه صوت الكاهن. لقد ماتت الأم الرقيقة العذبة، أما الأب فلا يدري أحد أين هو، وكل مايعرف عنه الصبي أن له أعمالا في بيترسبورغ أو غيرها من المدن، فلا يستطيع أن يزور الأم وولدها، أما الناس فيعرفون شيئا آخر: كان الأب مليونيرا، بدد ثروة الأسرة، ثم هجر الأم وطفلها، واتخد زوجة أخرى من أحد أصقاع روسيا الآسيوية، وانقطعت أخباره عن أهله منذ زمن بعيد.

أين يقيم الولد؟ كان هناك صديق للأسرة يدعى ألكسندروفيتش ويعمل أستاذا للكيمياء في المعاهد العليا، وهو مستعد لرعاية الصبي الصغير. له ابنة في سن الصبي تدعى ترينا.

في هذا البيت الهادئ المملوء بالحياة والعلم والرقة عاش يوري جيفاغو، وفي ركن آخر من أركان المدينة أقل بهاء وأكثر ازدحاما كانت تعيش فتاة قدر لها أن تمتزج خيوط حياتها وتتشابك بخيوط حياة جيفاغو وأن تكون هي حبه وعذابه الكبير. كانت لارا ابنة لمهندس بلجيكي مات منذ زمن مخلفا أرملته الروسية التي عادت من الخارج بصحبة ابنتها وابنها وقليل من المال باعت به مدخرات زوجها من أسهم وسندات، وابتاعت الأرملة لنفسها متجرا ومصنعا صغيرا للثياب وسكنت في إحدى غرفه، وهناك كان يتردد عليها كوماروفسكي المحامي صديق زوجها المتوفى ومدير أعمالها ومستشارها المالي الآن. كان كوماروفسكي رجل أعمال عارفا بالأشغال التجارية، ما لبث أن استحوذ على ثقة الأرملة، ثم على عواطفها، ولكن لارا أحست بشيء غريب. إن هذا الرجل المتوسط العمر القاسي الملامح قد بدأ يغازلها غير مكتف بعلاقته بأمها، فزعت لارا وهي بنت السادسة عشر، ولكنها قد وجدت أحيانا في هذا الغزل اعترافا بجمالها. لقد وقعت في براثم هذا الرجل تحت تأثير إغوائه وإلحاحه، ولكن الجزء النقي من قلبها مفتون بجارهما الفقير بابيل أنتيبوف ابن عامل سكة الحديد الذي يدرس ليصير معلما في إحدى المدارس العليا.

وتمضي السنوات لتصل إلى سنة 1914، فنعرف أن يوري جيفاغو أصبح طبيبا وتزوج ترينا ابنة راعيه وحاميه ألكسندروفيتش، وأن بابيل أنتيبوف أصبح مدرسا وحصل على أرقى شهادات الدولة، وهو يعلم اللاتينية والتاريخ في إحدى المدارس العليا. أما لارا فأحست بالندم يوما ما على علاقتها بكوماروفسكي، فأخذت مسدسا وذهبت إلى حفل علمت أنه يشارك فيه، ثم أطلقت عليه الرصاص، ولكنها لم تصبه لحسن حظه وحظها، إذ أن بابيل أدرك أبعاد مشكلتها فعرض عليها الزواج، فقبلت لارا وهي فرحة سعيدة، لأن ذلك سيخلصها من وطأة كوماروفسكي البغيضة. 

قامت الحرب العالمية الثانية، وتطوع فيها المعلم الشاب، ثم سافر إلى الجبهة، حيث تلقت لارا منه بضع خطابات ثم انقطعت أنباؤه. وتطوعت لارا هي الأخرى في فرق التمريض، وأصبح يوري جيفاغو طبيبا من أطباء الجيش ينتقل مع الجنود من مكان لآخر، وحلت زوجته وأبوها وطفلته في موسكو، وأصيب الطبيب بجرح فعالجته لارا إلى أن شفي، ثم تكونت فرقة طبية تضم جيفاغو ولارا وممرضا آخر لتتنقل كمستشفى مع الجنود. كانت علامات الهزيمة بادية، والجيش الروسي يتمزق أمام وطأة هجوم الألمان. 

أحس يوري أنه غارق في حب الممرضة، فقرر أن يكاشفها بذلك، ولكنها صدته صدا رقيقا، ثم رحلت من المستشفى. ورحل جيفاغو بعدها بأيام قاصدا موسكو. احتفلت زوجته بعودته وأعدت له وليمة قدر الإمكان. 

وعاد يوري إلى المستشفى الذي كان يعمل به قبل أن يستدعى للخدمة العسكرية. فجأة بدأت الثورة وزادت الأزمة فعمت المجاعة، فقرر أن يرحل مع عائلته إلى ضيعة ألكسندروفيتش القديمة في أعماق الأورال. 

ذات يوم، كانت المفاجأة، عندما رأى يوري الممرضة لارا وهي تنصرف من مكتبة القرية، فعرف عنوان منزلها وقصد إليها ذات صباح فوجدها عند البئر تحمل دلوين على كتفيها فساعدها وتحدثا، وأصبحا بعد ذلك حبيبن. واعتزم أن يخبر زوجته بكل شيء. فبدأ يزورها.  

ذات يوم وهو في طريقه إليها، اختطفته كتيبة من الجنود ليعمل طبيبا لديهم، حيث رحلوا به إلى معسكر بعيد لخدمة الجرحى والمصابين في الحرب الأهلية الناشبة. ومنعوه من الاتصال بأي أحد. وفجأة أطلقوا صراحه، فقرر  العودة إلى القرية حيث أسرته وحبيبته. عند وصوله علم أن أسرته رحلت إلى موسكو، فذهب لرؤية لارا، فوجدها وأقام في القرية شهرين. بعد ذلك أحس بأن الحلقة تضيق عليهما. فهو متهم بأنه أرستقراطي سابق وطبيب هارب من الخدمة العسكرية، وهي متهمة بعدم تعاطفها مع الثورة. ففكرا في الهجرة إلى الخارج. وآثر يوري أن ترحل لارا إلى موسكو بدونه إلى أن يلحق بها فيما بعد. ولحق بها يوري بعد شهور ليجد أنها يئست من عودته وأنه فقد خطاها للأبد، وليجد أن زوجته وأباها رحلا إلى الخارج. 

وفي هذه الوحدة القاسية مات جيفاغو بقلب محب معذب ومستسلم للسكينة والهدوء.

                                        الأستاذ: أمين الصادقي      

ليست هناك تعليقات