قصة قصيرة: شقاء لقاء
شقاء لقاء.
بدت لي قادمة نحوي، شعرها يميل إلى الحمرة، عيناها كبيرتان وساحرتان، يشع منهما نور عجيب. شفتاها كفراولة مقسومة إلى نصفين.
اقتربت مني حاملة الهاتف. لم أكن أدري، هل تتحدث عبر الخلوي بصدق، أم هي حركة مصطنعة لتتجنبني.
شعرت بارتباك جلي. هل أتفوه بكلمة، أم ألزم الصمت حتى إشعار آخر.
مرت المكالمة وكأنها ساعات، بل أيام، رغم وقتها الوجيز. أقفلت الخط. رمقتني بنظرة يشوبها الغموض. تبادلنا التحية، ومشينا بجانب بعضنا البعض. أحسست لوهلة أنها تتجنب الحديث معي، وكأنها غير مسرورة بلقائنا. حاولت أن أكون لطيفا بقولي: تبدين في غاية الجمال.
أجابت بفظاظة: شكرا، لكن لا داعي للمجاملات.
شعرت بإحراج بالغ وتوتر ظاهر على محياي.
أجابت بفظاظة: شكرا، لكن لا داعي للمجاملات.
شعرت بإحراج بالغ وتوتر ظاهر على محياي.
مشينا نحو مقهى قريب من ساحة لهديم، كان من اقتراحي. خيم صمت رهيب كأننا غريبان. صعدنا عبر أدراج، فبدأت بالتذمر لكثرتها. أخذنا مقعدا وجلسنا. وما زاد الطين بلة هو قولها بأن نومة رائعة حرمت منها، وتود لو ترجع من حيث أتت لإكمال إغفاءتها الفريدة كما وصفتها.
بعد أن أتى النادل، وطلبت منه العودة في وقت لاحق، لم أدرك ماعلي فعله في تلك اللحظة. هل أتعاطف معها وأدعها تنصرف لتخلد إلى الراحة، أم أتعاطف مع نفسي وأستغل فرصة وجودها بقربي لأعبر لها عن مكنوناتي الداخلية.
كيف السبيل لجعل طرفي الفراولة ينفصلان عن بعضهما البعض. أين اختفت تلك الفتاة التي كنت أتحدث معها عبر تطبيق "الواتساب" لساعات طوال دون ملل أو كلل؟
وجدتها؛ موضوع الدراسة هو الذي افتتحنا به حديثنا داخل العالم الافتراضي، وسيفي بالغرض في العالم الواقعي كذلك.
سألتها قائلا: هل اقتربت من إنهاء بحث الإجازة؟
فأجابتني باسترسال مبالغ فيه، الشيء الذي بعث في نفسي بعضا من الارتياح.
الأستاذ: أمين الصادقي
ليست هناك تعليقات