أخبار الموقع

قصة للأطفال : فضل العلم

فضل العلم

اجتمعت الأم حسناء رفقة أبنائها ذات مساء لتروي لهم قصة طفولتها التي كانت محطة مهمة في صقل شخصيتها، قدمت لهم الشاي ثلاثتهم، ثم شرعت في الحكي:
بلغت من العمر الثانية عشر آنذاك، ولم ألتحق بعد بالمدرسة لتعلم القراءة والكتابة والحساب. منعني من ذلك مرضي المزمن الذي ألم بي في سن مبكرة. ولكن لم يفت الأوان بعد، فقد بدأت أشفى منه تدريجيا. هذا المرض الذي أسكنني دنيا الجهل لسنوات متتالية. ها أنا مافتئت أتعالج منه للرحيل إلى جنة العلم والمعرفة.
أيقظتني أمي عند الساعة السابعة صباحا، وقالت:
اليوم سأصطحبك يا حسناء إلى المدرسة، يجب عليك أن تنضبطي وتتحلي بسلوك حسن، وأنصتي جيدا لكلام معلميك والمدير، فهل أنت مستعدة؟
هزت حسناء رأسها موافقة، دون أن تنطق بكلمة.
بعد تناول وجبة الفطور، انطلقنا نحو المدرسة. وصلنا إلى باب المدرسة واستقبلنا الحارس باحترام. ووجهنا مباشرة نحو الإدارة. مكتب المدير مرتب وتفوح منه رائحة عطرة. استقبلنا كذلك باحترام مبالغ فيه، وطرح على أمي ثلة من الأسئلة فهمت منها رغبته الملحة في معرفة سبب تأخر والدي في تسجيلي بإحدى المدارس. حكت له عن مرضي، فتعاطف معي وأخبر أمي بأنه سيبذل كل ما بوسعه لأتلقى تعليمي في جو تربوي ملائم.
دخلنا إلى القسم فاستقبلتنا المعلمة سلوى، ثم قدمني المدير إلى الجميع، وبعدها انصرف. طلبت مني المعلمة الجلوس على مقعد في الخلف نظرا لطول قامتي. وعند انتهاء الحصة نادتني المعلمة ومدت لي يد المساعدة. لكن رغم ذلك عاملني بعض زملائي معاملة سيئة، فشعرت بألم وحزن. لاحظت معلمتي ذلك فقررت أن تقدم لنا نصائح مهمة عن حسن معاملة الغير واحترامه لكي لا نؤذي مشاعره، فقد أوصانا الله تعالى ورسولنا الحبيب على ذلك. فالاحترام لا يدل على الحب، وإنما يدل على حسن التربية، فيجب احترام الناس حتى لو لم نكن نحبهم.
تأثر الأطفال بكلام معلمتهم وطلبوا السماحة من زميلتهم حسناء، فسامحتهم بدورها وأحست بفرحة عارمة. وكم كانت سعادتها بالغة عندما أعدت المعلمة رفقة التلاميذ مفاجأة لها في عيد ميلادها، حيث قدموا لها الهدايا، وساعدوها في دراستها حتى حصلت على شهادة عليا، وتخرجت من كلية الطب لتصبح طبيبة أطفال.
وهاهي الآن تحكي قصتها لأطفالها لكي يقتدوا بها. فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.

الأستاذ: أمين الصداقي 


ليست هناك تعليقات