خواطر
خواطر.
القناعة كنز لا يفنى:
كنت أعتقد أن زواج المتعلمة من رجل غير متعلم أمر غير متكافئ!!كبرت فوجدت زوجة دكتور مكللة بالذهب. ترتدي أرقى الثياب، وتضع أغلى العطور... لكنها تشتاق كلمة طيبة من زوجها المشغول طوال الوقت!!
وجدت مهندسًا ينتظر ابنه أمام باب المدرسة بسيارته الفاخرة... لا يتكلف عناء النزول لاحتضانه ولا لفتح الباب له كذلك!!
وجدت بائع الخضار ينتظر ابنه وبيده موزة. يركض إليه الابن فيحتضنه... من شدة فرحة الطفل بالموزة؛ أدركت أنها فاكهته المفضلة!!
وجدت سائق حافلة يتصل بزوجته ليفرحها بأنه سيحصل على راتبه... ويطلب منها تحضير معدات الرحلة و الأولاد!!
أدركت حينها أن الفقر فقر القلب لا الجيب
.. وأن الغنى غنى القلب لا العقل!!
أصبحت لا أرى ضرورة لتكافئ المستويات بقدر ما أرى ضرورة لتشابه القلوب!!
ليس شرطا أن تكون متعلما كي تبني أسرة متماسكة... وليس شرطا أن تتزوجي برجل متعلم كي تبني أسرة واعية!!
و ليس شرطا أن تتزوجي من غني حتى يغني حياتك... فالغنى غنى النفس، لا غنى النقود!!
يكفيكما قلب طيب ومعدن أصيل!!
أنواع المتعلمين:
صرح أستاذ قائلا :
من خلال حراستي لامتحانات البكالوريا خلصت إلى أنه يمكن ترتيب سلوك التلاميذ في الإمتحان حسب الشعب:
1- المركز الأول: شعبة العلوم الرياضية: تلاميذ لا يلتفتون لا يمينا ولا شمالا تصطف اجسادهم كخط مستقيم، لا ينتبهون لمن يجلس وراءهم ولا من يجلس أمامهم،لا يهتمون لمن يحرسهم ، مقلمة كل واحد منهم بها كل الأدوات التي يحتاجها، يصومون عن الكلام ، يطلبون أوراق التحرير و اوراق التسويد بالإشارات.
2- المركز الثاني: شعبة العلوم الفيزيائية: تلاميذ أثرت فيهم الجاذبية أكثر من الآخرين لذلك أغلبهم قصار القامة، هم أكثر حركية من النوع السابق، يميزون بين من ينتمي لقسمهم وبين من لا ينتمي لقسمهم، يتقاسمون الآلات الحاسبة فيما بينهم، بين الفينة والأخرى يدرسون تمركز المكلفين بالحراسة ويدرسون أبعاده بكل إتقان، ثم يسلمون يمينا ويسارا في كل مرة كأنهم يؤدون صلاة التراويح.
3 - المركز الثالث: شعبة العلوم الإقتصادية: هم تلاميذ أقل انضباطا بالمقارنة مع النوعين السابقين ، أغلبهم إناث تعلو وجوههن ابتسامات خفيفة أحيانا تكون بريئة وأحيانا صفراء، يتأثرون قليلا بكثرة الأوراق التي ترهقهم خاصة إذا كانت مكتوبة بالفرنسية، يحبون استعمال الألوان وتنظيم الأوراق أكثر من اهتمامه بالمضامين .
4-المركز الرابع: شعبة علوم الحياة والأرض: نطلق عليهم الأدبيين ديال العلميين، لكن في الحقيقة لا هم من هولاء و لا من أولئك ، هم كالزنوج او بالأحرى الملونين ، قاعتهم عندما تدخلها تحس باهتزازاتها الخفيفة نتيجة ارتجاف وارتعاد تلاميذها من شدة الخوف، دماؤهم مليئة بالأدرينالين وقلوبهم كعداد السرعة، يركزون على الأستاذ أكثر مما يركزون في اوراق الإمتحان، رؤوسهم كرؤوس البومة تدور حوالي 360 درجة.آلة حاسبة واحدة و بلونكو واحد يجوبان القاعة ، يظل الأستاذ المراقب يمارس السخرة طوال الحصة ، هذا يطلب المسطرة ، ذاك يطلب ممحاة وآخر يريد بيركار و رابع قلم اخضر .. بينهم و بين الرياضيات عداوة مثل عداوة طوم و جيري .
5- المركز الخامس: شعبة الأدبيين: يفتخرون بأدبيتهم لكن لايربطهم بالأدب إلا الخير و الإحسان ، أما اللغات فآخر ما يفقهون فيه ، يحفظون دون ان يفهموا ما حفظوا ، شعارهم (النقلة) و المطبوعات المصغرة ، جيوبهم مليئة بالأحجبة كأنهم سحرة فرعون، يدخلون القاعة وظهورهم إلى السبورة، لا يجلسون حتى يصرخ الأستاذ صراخات من لدغته عقرب ، عندما يجلسون
ليست هناك تعليقات