أخبار الموقع

قصص من التراث العربي

قصص من التراث العربي.

1- قصة المنصور والزوجة الخائنة:
بينما المنصور يوما في بعض متنزهاته، إذ رأى رجلا مهموما ملهوفا يجول في الطرقات، فأرسل من أتى به فسأله عن حاله، فأخبره أنه خرج في تجارة فأفاد مالا،و أنه رجع بالمال إلى منزله، فدفعه إلى أهله(زوجة) فذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها ولم ير ثقبا ولا أثرا.
فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟ فقال : منذ سنة، قال: أبكر ! قال: لا. قال: فلها ولد من سواك؟ قال:لا. قال: فشابة هي أم مسنة ؟قال: بل شابة. قال: فدعا له المنصور بقارورة طيب كان يتخد له حاد الرائحة، غريب النوع فدفعه إليه، فقال: تطيب من هذا الطيب، فإنه يذهب همك.
فلما خرج الرجل من عند المنصور ،قال المنصور لأربعة من تقاته: ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم، فمن مر به أحد فشم منه رائحة الطيب فليأتني به.
فخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، فقال: وهبه لي أمير المؤمنين، فلما شمته بعتث إلى رجل كانت تحبه، وقد كانت دفعت إليه المال، فقالت له: تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي. فتطيب به الرجل، ومر مجتازا ببعض أبواب المدينة، فشم الموكل بالباب رائحة الطيب فأخذه، وأتى به المنصور. فقال له المنصور: من أين استفدت هذا الطيب؟ فإن رائحته غريبة معجبة. فقال: اشتريته. فقال:أخبرنا من أين اشتريته. فتلجلج واختلط كلامه. فدعا المنصور صاحب شرطته، وقال له: خد هذا الرجل إليك، فإن أحضر كذا و كذا  من الدنانير، فخله يذهب حيث يشاء و إن امتنع فاضربه ألف سوط من غير مؤامرة. فلما خرجا من عنده دعا بصاحب شرطته و قال: هول عليه ولا تقدمن لضربه حتى مؤامرتي.
وخرج صاحب الشرطة، فلما جرده و سجنه،أذعن برد الدنانير و أحضر كهيئتها، فأعلم المنصور بذلك.
فدعا صاحب الدنانير فقال له:أرأيت إن رددت عليك دنانيرك بأعينها أتحكمني على امرأتك؟
قال: فهذه دنانيرك، وقد طلقت المرأة عليك، وخبره خبرها.
     

ليست هناك تعليقات