قصة قصيرة: مكانة الأم
مكانة الأم.
تتوفى أمه، فيبقى وحيدا. يريد أبوه أن يخفف من شدة حزنه، فيصطحبه إلى السينما، لكن دون جدوى.يصعب الحديث عن الأم. كل أم تنتصب شجرة وارفة الظل نلجأ إليها. نعاملها بمنطق مغاير لما نتعامل به مع الآخرين. حتى حين تقسو، تظل في أعيننا ذلك الطائر النادر والواحة الظليلة.
يتزوج الأب من امرأة أخرى، ويظل الطفل وأخوه مع جدتهما. يحس بأن هذه المرأة تسلب منه أباه.
يحاول جاهدا جذب انتباه الوالد. يدرس كثيرا، ويجتهد، وينجح، عساه ينال تلك الابتسامة التي حرم منها منذ احتلال هذه المستعمرة التي استولت على سعادته.
يزور أباه بين الفينة والأخرى، فيشعر أنه غريب كأنه ضيف داخل البيت الذي ولد وترعرع فيه. لا يعبر عن نفسه ومايجول في داخله، ولا يتكلم كثيرا. يشعر بأحاسيس متناقضة ومركبة.
تنجب زوجة الأب طفلا، فيحس بالابتعاد أكثر فأكثر، وأنه ليس في منزله بل وسط أناس غرباء.
هاهو يحصل على شهادة البكالوريا، فيقدم له أبوه هدية فحواها علبة سجائر.
يقرر الذهاب إلى فرنسا لإتمام دراسته، ولكن يتفاجأ ببكاء الأب. ولأول مرة يشعر بأن أباه يريده أن يظل معه.
الأستاذ: أمين الصادقي
ليست هناك تعليقات